تزايدت في السنوات الأخيرة الحالات التي يتم فيها سحب الأبحاث العلمية من المجلات نتيجة لمشاكل تتعلق بالمصداقية والجودة، مما يشير إلى أزمة في عالم البحث العلمي. فقد أظهرت الدراسات أن معدل سحب الأبحاث قد تضاعف ثلاث مرات خلال العقد الماضي، حيث وصل إلى نحو 0.2% من الأبحاث المنشورة في عام 2022. في الوقت الذي يُحتفل فيه بالإنجازات العلمية، تطرح هذه الظاهرة تساؤلات عن جودة الأبحاث وموثوقيتها، كما تدعو المؤسسات الأكاديمية إلى إعادة النظر في آلية تقييم الأبحاث.
في العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية، تزداد الضغوط على الباحثين لنشر المزيد من الأبحاث وجمع المزيد من الاقتباسات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ظهور أبحاث غير دقيقة أو مزورة. وعلى الرغم من أن سحب الأبحاث العلمية قد يحدث نتيجة لأخطاء غير مقصودة، فإن الغالبية العظمى تُسحب بسبب عدم الأمانة أو انتحال الأفكار. وقد ارتفع عدد المراقبين المتخصصين في التحقق من جودة الأبحاث في العقد الأخير، مما أدى إلى اكتشاف العديد من الأخطاء والاحتيالات في الأبحاث المنشورة.
تشير التحليلات الأخيرة إلى أن بعض الجامعات في دول مثل الصين والسعودية والهند تحتل مرتبة متقدمة في معدلات سحب الأبحاث العلمية، مما يعكس وجود مشكلات تحتاج إلى حلول جذرية. من بين هذه المشكلات قد يكمن وجود تحفيزات غير صحيحة في هذه المؤسسات قد تدفع بعض الباحثين إلى انتهاج سلوكيات غير منضبطة. وبالتالي، تدعو الحاجة إلى تقييم شامل لمعدلات السحب كجزء من تقييم أداء الجامعات، بدلاً من التركيز فقط على عدد الأبحاث المنشورة والاقتباسات.
Public Health & Prevention, Oncology, Infectious Diseases, General Surgery