تشير دراسات علمية حديثة إلى أن قضاء الوقت في الطبيعة، وخاصة في الغابات، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي عميق على جهاز المناعة، مما يعزز قدرة الجسم على محاربة الأمراض، بما في ذلك السرطان. فقد أظهرت الأبحاث أن التواجد في البيئات الطبيعية يساعد على زيادة عدد ونشاط خلايا المناعة المعروفة باسم “خلايا القاتل الطبيعي” (Natural Killer Cells)، والتي تلعب دورًا محوريًا في التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها.
نتائج علمية واعدة
في إحدى الدراسات العلمية، شارك مجموعة من الرجال في رحلة إلى الغابة، حيث قاموا بقياس مستويات نشاط خلايا القاتل الطبيعي لديهم قبل وبعد الزيارة. وأظهرت النتائج ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 50% في نشاط هذه الخلايا بعد قضاء وقت في الطبيعة. ولم تقتصر هذه الفوائد على الرجال فقط، إذ كشفت دراسات أخرى أجريت على النساء عن نتائج مشابهة، حيث استمر التأثير الإيجابي لخلايا المناعة لفترة حتى بعد العودة من الرحلة.
فوائد تمتد بزيارات قصيرة
المثير للاهتمام أن تحقيق هذه الفوائد لا يتطلب قضاء عطلات طويلة في الغابات، إذ كشفت الأبحاث أن الزيارات القصيرة ليوم واحد إلى المتنزهات الطبيعية قد تكون كافية لتعزيز المناعة. وأشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يخصصون وقتًا أسبوعيًا للتنزه في الغابات يمكنهم الحفاظ على هذه الفوائد الصحية على المدى الطويل.
لماذا تعزز الغابات المناعة؟
لا يزال العلماء يعملون على فهم الآليات الدقيقة التي تجعل التواجد في الطبيعة يعزز صحة الجهاز المناعي. إلا أن بعض التفسيرات المحتملة تشمل:
- الزيوت العطرية النباتية (Phytoncides): تفرزها الأشجار ولها تأثير محفز على خلايا المناعة.
- الهواء النقي وانخفاض التلوث: مما يقلل من الالتهابات في الجسم.
- التأثير النفسي الإيجابي: إذ يقلل قضاء الوقت في الطبيعة من التوتر، وهو عامل معروف بإضعاف المناعة.
رسالة صحية: عد إلى الطبيعة!
مع تزايد نمط الحياة العصرية الذي يحد من التواصل مع الطبيعة، من الضروري إعادة التفكير في قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق. سواء من خلال المشي في الغابات، أو زيارة الحدائق الطبيعية، فإن هذا السلوك البسيط قد يكون مفتاحًا لتعزيز المناعة وتحسين الصحة العامة. لذا، إذا كنت تبحث عن وسيلة طبيعية لدعم مناعتك، فقد يكون “الاستحمام في الغابات” أحد أفضل الخيارات المتاحة لك!
Oncology, Public Health & Prevention, Psychiatry & Mental Health